أمل الامة

الخميس، 23 يناير 2020

كيفية دفاع الطفل عن نفسه ضد من يضربه

"من يضربك اضربه" هكذا ينصح كثير من الأمهات أطفالهن، ظنًّا منهن أن بهذه الطريقة يستطيع الطفل حماية نفسه من التعرض للاعتداء أو الضرب من أقرانه في المدرسة أو أي مكان آخر، وبهذا يصبح قويًّا من وجهة نظرهن لأنه رد الضربة بأخرى. ولكن، هل هذه الطريقة تنشئ طفلًا سويًّا وشجاعًا بالفعل؟ وما الطريقة الصحيحة لدفاع الطفل عن نفسه من أي اعتداء؟ الإجابة تجدينها في هذا المقال.

  • كيف أجعل ابني يضرب من يضربه؟

عندما تحثين طفلك على ضرب من يضربه، فإنكِ بذلك ترسخين في ذهنه أنه حتمًا سيتعرض للاعتداء، وأن عليه الانتظار حتى يتلقى الضربة بالفعل، ثم يبدأ بالرد بالأسلوب نفسه. وهكذا تصبح تصرفاته مجرد ردود فعل، ويكون طوال الوقت إما خائفًا غير واثق بنفسه، أو يتحول إلى طفل متنمر أو معتدٍ يمارس العنف ضد الأطفال الآخرين.
والأصح تربية طفل واثق بنفسه يدرك خصوصية جسده، ولا يسمح لأي شخص بالتعدي عليه، ويعرف كيف يسيطر على الأمور، ويصد الأذى عن نفسه بقوة وثقة ووعي.
 تعرفي على: كيف تتعاملين مع الطفل شديد الخوف أو ضعيف الشخصية؟

  • كيفية دفاع الطفل عن نفسه

تأكدي أن طريقة تربيتك لطفلك تؤثر بشكل مباشر على شخصيته وطريقة تعامله في المواقف المختلفة، إليكِ هذه الخطوات لتعليم طفلك كيفية الدفاع عن نفسه بطريقة سليمة.

  1. عززي ثقته بنفسه: يبحث المعتدي عن الطفل الضعيف غير الواثق بنفسه، الذي يتحدث بصوت مهتز ضعيف، فهو فريسة جيدة له لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه. لذا فإن الخطوة الأولى لحماية طفلكِ من التعرض للاعتداء، هي تعزيز ثقته بنفسه، وإعطاؤه مساحة للنقاش والتعبير عن رأيه، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره ورغباته، ومنحه حرية الاختيار واتخاذ بعض القرارات الخاصة به، فالطفل المعتدي لا يريد أبدًا التورط مع هذا الطفل الواثق الحر.
  2. نمي المهارات الاجتماعية لديه: الطفل الذي يقع ضحية الضرب، هو في الغالب ذلك الطفل الوحيد الذي ليس لديه أصدقاء، ويجلس معظم الوقت بمفرده في هدوء، ويتجنب الاختلاط بالآخرين، فيجده الطفل المعتدي صيدًا مثاليًّا له. اهتمي بتنمية مهارات التواصل لدى طفلك، حتى يستطيع التفاعل مع الآخرين، ويتمكن من تكوين صداقات قوية، وعلاقات جيدة مع أقرانه.
  3. تحدثي معه عن خصوصية جسده: أوضحي له المساحات المسموح بها في التعامل مع الآخرين، والحدود التي يجب أن يتوقف عندها الآخرون، خاصة فيما يتعلق بملامسة جسمه. وأكدي له أن من حقه الاعتراض على أي تصرف لا يقبله من الآخرين، وشجعيه على التعبير عن مشاعره دائمًا. وراجعي تصرفاتكِ معه، فمثلًا: إذا كنتِ تتبعين معه أسلوب العقاب البدني، فكيف سيدرك قيمة جسده أو كيفية الدفاع عن نفسه؟ والأمر نفسه إذا كنتِ تجبرينه على منح القبلات والأحضان للآخرين رغمًا عنه، لا بد أن يرد ك قيمة الخصوصية جيدًا.
  4. علميه أساسيات الدفاع عن النفس: اشرحي له كيف يرد بحزم وقوة وثقة على من يحاول التعدي عليه، بوجه صارم دون خوف أو تردد، ويخبره بأنه لا يسمح بذلك. ففي أغلب الأحوال يتراجع الطفل المعتدي عن إيذاء الطفل الواثق ذي الوجه الجاد، الذي لا يشوبه خوف أو تردد. وكذلك علميه كيف يحمي نفسه جسديًّا، ويصد أي ضربة موجهة إليه باستخدام أساسيات الدفاع عن النفس. يمكنك تدريبه في المنزل على كيفية صد الضربات المختلفة، وإبعاد من يحاول التعدي عليه.
  5. أشركيه في بعض الأنشطة الرياضية: دعي طفلك يختار أي نوع من الأنشطة الرياضية وألعاب القوى، ليس فقط من أجل تعليمه كيفية الدفاع عن نفسه، بل إنها مهمة أيضًا لصحته البدنية والنفسية.
تعرفي على: السن المناسب لكل رياضة يلعبها طفلك

كل أم تتمنى لو أن طفلها لا يتعرض لأي أذى، ولكن تذكري أن كل موقف يتعرض له طفلك، يكتسب منه خبرة حياتية جديدة. كوني مصدر الدعم الدائم له، وعلميه كيفية دفاع الطفل عن نفسه. وتذكري أن طريقة تربيتكِ له هي التي ستخلق منه طفلًا قويًّا واثقًا من نفسه، يتجنبه المتنمرون والمعتدون، ويفرض احترامه على الجميع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق